«كوب 27».. الدول الغنية تستعد لمواجهة قضية «العدالة المناخية»
«كوب 27».. الدول الغنية تستعد لمواجهة قضية «العدالة المناخية»
يتصاعد الصراع على التعويضات عن الخسائر والأضرار التي لحقت بالدول الفقيرة المتأثرة بالتغير المناخي قبل انعقاد القمة العالمية الـ27 للأمم المتحدة للمناخ في مصر، حيث انتقد خبراء المناخ والاقتصاد الأفارقة مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري لعدم تعامله مع القضية بجدية.
وفي حديثه بمصر، يوم الاثنين، شدد كيري على الحاجة الملحة للوفاء بالالتزامات للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، لكنه أشار إلى قضية الخسائر والأضرار، وفقا لصحيفة "فايننشيال تايمز".
ونُقل عن كيري قوله مؤخرًا "إن التركيز على قضية الخسائر والأضرار يمكن أن يؤخر قدرتنا على القيام بأهم شيء على الإطلاق، وهو تحقيق التخفيف الكافي لمستوى انبعاثات الكربون".
وقالت المديرة التنفيذية لشبكة العمل المناخي، تسنيم إيسوب، التي تمثل أكثر من 1500 مجموعة من منظمات المجتمع المدني العالمية، في إيجاز حول جدول أعمال إفريقيا لـCOP27 يوم الاثنين، إنه من الواضح أن كيري "لا يعاني من الخسائر والأضرار، لأن الخسائر والأضرار لا يمكن التكيف معها".
وأضافت أنه يتعين على الدول الغنية الاستعداد لمواجهة الدول المعرضة للخطر لإثارة هذه القضية في COP27، موضحة: “هذه ليست قضية تأمين، إنها قضية تعويض، إنها قضية عدالة مناخية، وعلى جون كيري أن يتعامل معها بالفعل”.
وأشارت "فايننشيال تايمز"، إلى أن الأمر قد ثبت أنه مثير للانقسام في قمة جلاسكو COP26 العام الماضي، بعد أن رفضت الدول الغنية اقتراحًا قدمته أفقر دول العالم لإنشاء مرفق جديد لتمويل الخسائر والأضرار.
ولفتت الصحيفة إلى أن الضغط على الدول المتقدمة للاستجابة للدمار الناجم عن الطقس المتطرف بسبب تغير المناخ سيتم إلقاؤه بشكل أكبر الأسبوع المقبل، عندما ينشر كبار علماء المناخ في العالم تقريرًا تاريخيًا للأمم المتحدة حول التكيف مع ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال مدير اللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة والوزير السابق في حكومة سيشيل، جان بول آدم: "تمويل الخسائر والأضرار هو للتعامل مع حقيقة -وهو أمر واضح- أن الناس يفقدون حياتهم يوميًا".
وأضاف "آدم": “على أن الاستثمار في التكيف مع المناخ من شأنه أن يقلل من تكاليف الخسائر والأضرار بمرور الوقت، ولكن لا يمكنك تجنب حقيقة أنه في حالة حدوث خسائر وأضرار، فإن هؤلاء الأشخاص لا يتلقون الدعم حاليًا”.
ووصف رفض التمويل في COP26 على أنه إحدى خيبات الأمل الرئيسية للقمة من قبل الدول النامية، ووافقت البلدان بدلاً من ذلك على بدء "حوار" حول هذه القضية، وتمويل تشغيل ما يسمى بـ"شبكة سانتياغو"، وهي مجموعة تابعة للأمم المتحدة ستنشر معلومات حول كيفية حصول البلدان المتضررة على التمويل.
وقال أليكس سكوت، من مركز أبحاث المناخ المستقل E3G، إن مسألة كيفية توزيع الأموال للمساعدة في مواجهة الدمار الذي أحدثه الطقس القاسي كان أحد "جداول الأعمال الكبيرة" لهذا العام.
ومن جانبها، وضعت ألمانيا القضية على جدول أعمال مجموعة السبع هذا العام، بصفتها صاحبة منصب الرئاسة، كما عينت أنالينا بربوك، وزيرة الخارجية والقائدة المشتركة لحزب الخضر، رئيسة منظمة السلام الأخضر، جينيفر مورغان، كمبعوثة خاصة للمناخ، وسيشمل برنامج عملها "تعزيز التعاون مع البلدان الأكثر ضعفاً بشأن التكيف مع تغير المناخ والنهج المتبع في التعامل مع الخسائر والأضرار المرتبطة بالمناخ".